الأربعاء، 9 فبراير 2011

أزمة مرورية


لم يكن ذلك حادث سير، ولا حتى إشارة مرور معطلة، كما جرت العادة في شوارع رام الله، ولكن الأزمة التي لا تطاق، كانت تنبئ بأكثر من ذلك، فحركة السير معطلة، إن لم تكن قد شُلت بالكامل. وفي تلك اللحظة تعالت أبواق السيارات، محدثة أعلى مستوى من الضجيج، لم يكن ذلك غريبا كما علمت من سكان تلك المنطقة، بل هو حدث من سلسلة أحداث يومية، تتكرر باستمرار، تابعت مشواري سيرا على الأقدام، وذلك بعد أن تركت سيارة الأجرة التي تعثرت وسْط ضجيج المركبات المتزاحمة، فكانت أصوات السيارات التي تتعالى في المكان، تستصرخ بقايا الفضول في داخلي، لأتعرف عن قرب على أسباب تلك الأزمة، التي كانت تلقي بظلالها على تلك المنطقة، لم يكن ذلك الفضول في داخلي لذات الفضول، بل لأن موقعي يحفزني على دراسة مثل هذه الظواهر، أسبابها، وعلاجها، فهي تعتبر واقع عملي من دراستي الجامعية، فكانت بالنسبة لي فرصة واقعية، فسرت من بين المركبات ماضيا إلى الأمام، ولم أجد أي تقاطع في الشارع لنقل أن إشارات المرور لم تعد قادرة على أداء عملها، ولم أسمع أي صوت لسيارات الإسعاف في المكان، وهذا ينفي فرضية الحوادث، ولكن الجميع متمسمرا في مكانه لا يبدي أي حراك، ومن في مركباتهم لم يكونوا بأفضل حال، فمن كان له نصيب في الجمود قد تجمد، ولا زلت أجهل ما الذي يحدث، فوقفت جانبا، واعتليت بعض الدرجات المحاذية لذاك المكان، وأخذت أستطلع الأمر لعلي أكتشف ما الذي يحدث، وبعدما ارتفعت قليلا عن الأرض، صار بوسعي أن أرى أفق الشارع، فلم يكن ذلك إشارة مرور معطلة، ولا حادث سيرلا قدر الله، ولكن كل ما هنالك مجموعة من الطالبات يقطعنَّ الشارع بطرازهن الأوروبي الأصيل...
                                                                               
زكي دوابشة